السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞هَيۡهَاتَ هَيۡهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} (36)

ثم استأنفوا التصريح بما دل عليه الكلام من استبعاد ذلك فقالوا : { هيهات هيهات } اسم فعل ماض بمعنى مصدر أي : بعد بعد جداً ، وقال ابن عباس : هي كلمة بعد أي : بعيد ، ثم كأنه قيل : لأي شيء هذا الاستبعاد ؟ فقيل : { لما توعدون } من الإخراج من القبور فإن قيل : ما توعدون هو المستبعد ومن حقه أنّ يرفع بهيهات كما ارتفع به في قوله :

فهيهات هيهات العقيق وأهله ***

فما هذه اللام ؟ أجيب : بأنّ الزجاج قال في تفسيره : البعد لما توعدون فنزل منزلة المصدر ، ويصح أنّ تكون اللام لبيان المستبعد ما هو بعد التصويت بكلمة الاستبعاد كما جاءت اللام في هيت لك لبيان المهيت به أو أنّ اللام زائدة للبيان .

فائدة : وقف البزي والكسائي على هيهات الأولى والثانية بالهاء ، والباقون بالتاء على المرسوم .