السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَرۡسَلۡنَا فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (32)

{ فأرسلنا } أي : فتعقب إنشاءنا لهم وتسبب عنه أنا أرسلنا { فيهم رسولاً منهم } هو هود ، وقيل : صالح ؛ قال البغوي : والأوّل هو الأظهر وهو المروي عن ابن عباس ويشهد له حكاية الله قول هود : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح } [ الأعراف ، 69 ] ومجيء قصة هود على أثر قصة نوح في سورة الأعراف وسورة هود والشعراء ، ثم بين تعالى ما أرسل به بقوله تعالى : { أن اعبدوا الله } أي : وحدوه لأنه لا مكافئ له ، ثم دل على الاستغراق بقوله تعالى : { ما لكم من إله غيره أفلا تتقون } أي : هذه الحالة التي أنتم عليها مخافة عقابه فتؤمنون ، وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي بضم النون في الوصل والباقون بكسرها ، والقراءة في غيره ذكرت قريباً .