فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِذَا ٱسۡتَوَيۡتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلۡفُلۡكِ فَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي نَجَّىٰنَا مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (28)

{ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ } أي علوت { أَنتَ } واعتدلت { وَمَن مَّعَكَ } من أهلك وإتباعك { عَلَى الْفُلْكِ } راكبين عليه { فَقُلِ } وكان الظاهر أن يقال ، فقولوا أي أنت ومن معك ، وإنما أفرد نوحا بالأمر بالدعاء المذكور إظهارا لفضله وإشعارا في دعائه مندوحة عن دعائهم :

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } أي حال بيننا وبينهم وخلصنا منهم كقوله : { فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين } وقد تقدم تفسير هذه القصة في سورة هود على التمام والكمال ، وإنما جعل سبحانه استواءهم على السفينة نجاة من الغرق جزما لأنه قد سبق في علمه أن ذلك سبب نجاتهم من الظلمة وسلامتهم من أن يصابوا بما أصيبوا به من العذاب ،