السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَيَقُولُواْ هَلۡ نَحۡنُ مُنظَرُونَ} (203)

{ فيقولوا } أي : تأسفاً واستسلاماً وتلهفاً في تلك الحالة لعلمهم بأنه لا طاقة به بوجه { هل نحن منظرون } أي : مفسوح لنا في آجالنا فنسمع ونطيع .

فإن قيل : ما معنى التعقيب في فيأتيهم بغتة فيقولوا ؟ أجيب : بأنه ليس المعنى ترادف رؤية العذاب ومفاجأته وسؤال النظرة في الوجود ، وإنما المعنى ترتبها في الشدّة ، كأنه قيل : لا يؤمنون بالقرآن حتى يكون رؤيتهم للعذاب عما هو أشدّ منها وهو لحوقه بهم مفاجأة عما هو أشدّ منه وهو سؤالهم النظرة ، مثال ذلك : أن تقول لمن تعظه : إن أسأت مقتك الصالحون فمقتك الله ، فإنه لا يقصد بهذا الترتيب أن مقت الله يوجد عقب مقت الصالحين وإنما قصدك إلى ترتيب شدّة الأمر على المسيء ، فإنه يحصل له بسبب الإساءة مقت الصالحين عما هو أشدّ من مقتهم وهو مقت الله ، ونرى ثم تقع في هذا الأسلوب فيجمل موقعها .