تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَإِنۡ عَصَوۡكَ فَقُلۡ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ} (216)

[ الآية 216 ] وقوله تعالى : { فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون } قالوا : إنه راجع إلى قوله : { وأنذر عشيرتك الأقربين } [ الشعراء : 214 ] وموصول به ؛ كأنه قال : وأنذر عشيرتك الأقربين . فإن عصوك فقل : إني بريء مما تعملون . قد كان رسول الله بريئا مما كان يعمل أولئك الكفرة .

لكنه يحتمل أن يكون أولئك لما أنذرهم رسول الله طلبوا منه أن يطيعهم في بعض أمورهم ، ويشاركهم في بعض أعمالهم حتى يطيعوا أولئك له في بعض ما يأمرهم ، ويدعوهم إليه ، ويشاركوه{[14862]} في بعض أعماله ، فقال عند ذلك : { إني بريء } أي مما يدعونه إليه ، ويطلبون{[14863]} منه مساعدته إياهم والإغماض عما يعملون .


[14862]:- في الأصل وم: ويشاركونه.
[14863]:- في الأصل وم: وطلبوا.