السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي فَٱغۡفِرۡ لِي فَغَفَرَ لَهُۥٓۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (16)

ولما لم يكن في قتله إلا الندم لعدم إذن خاص { قال رب } أي : أيها المحسن إليّ { إني ظلمت نفسي } أي : بالإقدام على ما لم تأمرني به بالخصوص وإن كان مباحاً { فاغفر لي } أي : امحُ هذه الهفوة عينها وأثرها { لي } أي : لأجلي لا تؤاخذني { فغفر } أي : أوقع المحو لذلك كما سأل إكراماً { له إنه هو } أي : وحده { الغفور } أي : البالغ في صفة الستر لكل من يريد { الرحيم } أي : العظيم الرحمة بالإحسان بالتوفيق إلى الأفعال المرضية لمقام الإلهية ولأجل أن هذه صفته ردّه إلى فرعون وقومه حين أرسله إليهم فلم يقدروا على مؤاخذته بذلك بقصاص ولا غيره بعد أن نجا منهم قبل إرساله على غير قياس .