السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَصۡبَحَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ خَآئِفٗا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسۡتَنصَرَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ يَسۡتَصۡرِخُهُۥۚ قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰٓ إِنَّكَ لَغَوِيّٞ مُّبِينٞ} (18)

{ فأصبح في المدينة } أي : التي قتل القتيل فيها { خائفاً } أي : بسبب قتله له { يترقب } أي : ينتظر ما يناله من جهة القتيل ، قال البغويّ : والترقب انتظار المكروه ، وقال الكلبيّ : ينتظر متى يؤخذ به { فإذا } أي : ففجأه { الذي استنصره } أي : طلب نصرته من شيعته { بالأمس } أي : اليوم الذي يلي يوم الاستصراخ { يستصرخه } أي : يطلب أن يزيل ما يصرخ بسببه من الضر من قبطيّ آخر كان يظلمه ، فكأنه قيل : فما قال له موسى بعدما أوقعه فيما يكره فقيل { قال له } أي : لهذا المستصرخ { موسى إنك لغويّ } أي : صاحب ضلال بالغ { مبين } أي : واضح الضلال غير خفيه لكون ما وقع بالأمس لم يكفك عن الخصومة لمن لا تطيقه وإن كنت مظلوماً ثم دنا منهما لينصره .