السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَصۡحَٰبَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلۡنَٰهَآ ءَايَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ} (15)

{ فأنجيناه } أي : نوحاً عليه السلام { وأصحاب السفينة } أي : الذين كانوا فيها من الغرق ، وكانوا ثمانية وسبعين نفساً نصفهم ذكور ونصفهم إناث منهم أولاد نوح سام وحام ويافث ونساؤهم ، وعن محمد بن إسحاق كانوا عشرة خمسة رجال وخمسة نسوة ، وقد روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم «كانوا ثمانية نوح وأهله وبنوه الثلاثة ونساؤهم » { وجعلناها } أي : السفينة أو الحادثة والقصة { آية } أي : عبرة وعلامة على قدرة الله تعالى وعلمه وإنجائه للطائع وإهلاكه للعاصي { للعالمين } أي : لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسولهم فإنه لم يقع في الدهر حادثة أعظم منها ولا أغرب ولا أشهر في تطبيق الماء جميع الأرض بطولها والعرض وإغراق جميع ما عليها من حيوانٍ إنسانٍ وغيره .