السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُۖ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (16)

ولما ذكر تعالى قصة نوح وكان بلاء إبراهيم عليه السلام عظيماً في قذفه في النار وإخراجه من بلاده اتبعه به بقوله تعالى : { وإبراهيم } وهو منصوب إما باذكر ويكون { إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه } أي : خافوا عقابه بدل اشتمال لأنّ الأحيان تشمل ما فيها ، وإمّا معطوفاً على نوحاً ، وإذ ظرف لأرسلنا أي : أرسلناه حين بلغ من السنّ والعلم مبلغاً صلح فيه لأنْ يعظ قومه وينصحهم ويعرض عليهم الحق ويأمرهم بالعبادة والتقوى { ذلكم } أي : الأمر العظيم الذي هو إخلاصكم في عبادتكم له وتقواكم { خير لكم } أي : من كل شيء { إن كنتم تعلمون } أي : في عداد من يتجدّد له علم فينظر في الأمور بنظر العلم دون نظر الجهل .