فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَصۡحَٰبَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلۡنَٰهَآ ءَايَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ} (15)

{ فأنجيناه وأصحاب السفينة } أي أنجينا نوحاً ، وأنجينا من معه في السفينة من أولاده وأتباعه . واختلف في عددهم على أقوال : { وجعلناها } أي السفينة { آيَةً للعالمين إِنَّ } أي عبرة عظيمة لهم ، وفي كونها آية وجوه : أحدها : أنها كانت باقية على الجوديّ مدة مديدة . وثانيها : أن الله سلم السفينة من الرياح المزعجة . وثالثها : أن الماء غيض قبل نفاذ الزاد . وهذا غير مناسب لوصف السفينة بأن الله جعلها آية . وقيل : إن الضمير راجع في { جعلناها } إلى الواقعة أو إلى النجاة ، أو إلى العقوبة بالغرق .

/خ27