السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{الٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وهي ستون آية ، وثمانمائة وتسع عشرة كلمة ، وثلاثة آلاف وخمسمائة وأربعة وثلاثون حرفاً .

{ بسم الله } الذي يملك الأمر كله { الرحمان } الذي رحم الخلق كلهم بنصب الدلائل { الرحيم } الذي لطف بأوليائه .

وقوله تعالى : { الم } تقدّم الكلام على ذلك في أوّل سورة البقرة ، وقال البقاعي : لما ختم سبحانه وتعالى التي قبلها بأنه مع المحسنين قال : { ألم } مشيراً بألف القيام والعلو ولام الوصلة وميم التمام إلى أن الله الملك الأعلى القيوم أرسل جبريل عليه الصلاة والسلام الذي هو وصلة بينه وبين أنبيائه عليهم السلام إلى أشرف خلقه محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث لإتمام مكارم الأخلاق يوحي إليه وحياً معلماً بالشاهد والغائب فيأتي الأمر على ما أخبر به دليلاً على صحة رسالته وكمال علم مرسله وشمول قدرته ووجوب وحدانيته .