السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ} (30)

ولما ثبت بهذه الأوصاف الحسنى والأفعال العليا أنه لا موجد بالحقيقة إلا الله تعالى : قال تعالى { ذلك } أي : المذكور { بأنّ } أي : بسبب أن { الله } أي : الذي لا عظيم سواه { هو } وحده { الحق } أي : بسبب أنه الثابت في ذاته الواجب من جميع جهاته المستحق للعبادة { وأنّ ما يدعون } أي : هؤلاء المختوم على مداركهم وأشار إلى سفول رتبتهم بقوله تعالى : { من دونه } أي : غيره { الباطل } أي : العدم في حدّ ذاته لا يستحق أن تضاف إليه الإلهية بوجه من الوجوه ، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص يدعون بالياء على الغيبة ، والباقون بالتاء على الخطاب وإن مقطوعة من ما في الرسم { وأنّ الله } أي : الملك الأعظم وحده { هو العليّ } على خلقه بالقهر فله الصفات العليا والأسماء الحسنى { الكبير } أي : العظيم في ذاته وصفاته .