فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ} (30)

{ ذلك } أي : ما تقدم ذكره من الآيات الكريمة المشتملة على سعة العلم ، وشمول القدرة ، وعجائب الصنع واختصاص الباري بها { بأن الله } أي : بسبب أنه سبحانه { هو الحق } الثابت ألوهيته ، أو فعل ذلك ليعلموا أنه الحق ، وهو المستحق للعبادة { وأن ما يدعون من دونه الباطل } لا يستحق العبادة ، قال مجاهد : الذي يدعون من دونه هو الشيطان ، وقيل : ما أشركوا به من صنم أو غيره ، وهذا أولى .

{ وأن الله هو العلي الكبير } أي : أن ذلك الصنع البديع الذي وصفه في الآيات المتقدمة ، الاستدلال به على حقية الله ، وبطلان ما سواه ، وعلوه وكبريائه على الخلق ، له الصفات العليا ، والأسماء الحسنى ، وهو علي الذات ، سمي الصفات ، كبير الشأن ، جليل القدر ، رفيع الذكر ، مطاع الأمر جلي البرهان ، ثم ذكر من عجيب صنعه ، وبديع قدرته ، وغاية حكمته ، وشمول نعامه نوعا آخر فقال :