السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا} (41)

ولما كان ما أثبته لنفسه سبحانه وتعالى من إحاطة العلم مستلزماً للإحاطة بأوصاف الكمال قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا } أي : ادعوا ذلك بألسنتهم { اذكروا الله } الذي هو أعظم من كل شيء تصديقاً لدعواكم ذلك { ذكراً كثيراً } قال ابن عباس : لم يفرض الله تعالى على عباده فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً ، ثم عذر أهلها في حال العذر غير الذكر ، فإنه لم يجعل له حداً ينتهي إليه ، ولم يعذر أهله في تركه إلا مغلوباً على عقله . وأمرهم به في الأحوال فقال تعالى : { فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم } ( النساء : 103 ) وقال تعالى : { اذكروا الله ذكراً كثيراً } أي : بالليل والنهار والبر والبحر والصحة والسقم في السر والعلانية ، وقال مجاهد : الذكر الكثير : أن لا ينساه أبداً ، فيعم ذلك سائر الأوقات وسائر ما هو أهله من التقديس والتهليل والتمجيد .