محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا} (41)

ثم أمر تعالى بكثرة ذكره ، والعناية بشكره لما من به من هدايته ، إلى نور شريعته حتى ينسى عار الكفر وجاهليته ، بقوله سبحانه :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ } أي بما هو أهله من صنوف التحميد والتمجيد { ذِكْرًا كَثِيرًا } أي يعم الأوقات والأحوال . قال ابن عباس رضي الله عنهما . إن الله تعالى لم يفرض على عباده فريضة ، إلا جعل لها حدا معلوما ؛ ثم عذر أهلها في حال العذر . غير الذكر ، فإن الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي إليه . ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله ، وأمرهم به في الأحوال كلها . فقال تعالى {[6188]} : { فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم } وقال {[6189]} : { اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } أي بالليل والنهار ، في البر والبحر ، وفي السفر والحضر ، والغنى والفقر ، والسقم والصحة ، والسر والعلانية ، وعلى كل حال .


[6188]:(4 / النساء / 103).
[6189]:(33 / الأحزاب / 41).