وعن أنس لما نزل قوله تعالى : { إن الله وملائكته يصلون على النبي } ( الأحزاب : 56 ) وقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله ما أنزل الله تعالى عليك خيراً إلا أشركنا فيه أنزل الله تعالى : { هو الذي يصلي عليكم } أي : يرحمكم { وملائكته } أي : يستغفرون لكم ، فالصلاة من الله تعالى رحمة ، ومن الملائكة استغفار للمؤمنين ، فذكر صلاته تحريضاً للمؤمنين على الذكر والتسبيح . قال السدي : قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام : أيصلي ربنا ؟ فكبر هذا الكلام على موسى ، فأوحى الله تعالى إليه قل لهم : إني أصلي ، وإن صلاتي رحمتي وقد وسعت رحمتي كل شيء ، وقيل : الصلاة من الله : هي إشاعة الذكر الجميل له في عباده . وقيل : الثناء عليه . واستغفار الملائكة ودعاؤهم للمؤمنين ترحم عليهم ، وهو سبب للرحمة من حيث إنهم مجابو الدعوة ، فقد اشتركت الصلاتان ، واللفظ المشترك يجوز استعماله في معنييه معاً ، وكذلك الجمع بين الحقيقة والمجاز في لفظ جائز . قال الرازي : وينسب هذا القول للشافعي رحمه الله تعالى وهو غير بعيد ، وذلك لأن الرحمة والاستغفار مشتركان في العناية بحال المرحوم والمستغفر له ، والمراد : هو القدر المشترك فتكون الدلالة تضمنية .
ولما كان فعل الملائكة منسوباً إليه قال تعالى : { ليخرجكم } أي : ليديم إخراجه إياكم بذلك { من الظلمات } أي : الكفر والمعصية { إلى النور } إلى الإيمان والطاعة ، أو ليخرجكم من الجهل الموجب للضلال إلى العلم المثمر للهدى { وكان } أي : أزلاً وأبداً { بالمؤمنين } أي : الذين صار الإيمان وصفاً لهم { رحيماً } أي : بليغ الرحمة بتوفيقهم حيث اعتنى بصلاح أمرهم واستعمل في ذلك ملائكته المقربين فحملهم ذلك على الإخلاص في الطاعات فرفع لهم الدرجات في روضات الجنات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.