السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنۡ حَرَجٖ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا} (38)

{ ما كان على النبي } أي : الذي منزلته من الله تعالى الاطلاع على ألا يطلع عليه غيره من الخلق { من حرج فيما فرض } أي : قدر { الله } بما له من صفات الكمال وأوجبه { له } لأنه لم يكن على المؤمنين مطلقاً حرج في ذلك فكيف برأس المؤمنين ؟ وقوله تعالى { سنة الله } منصوب بنزع الخافض أي : كسنة الله { في الذين خلوا من قبل } من الأنبياء عليهم السلام أنه لا حرج عليهم فيما أباح لهم ، قال الكلبي ومقاتل : أراد داود عليه السلام حين جمع بينه وبين المرأة التي هويها ، فكذلك جمع بين محمد وبين زينب . وقيل : أراد بالسنة النكاح فإنه من سنة الأنبياء عليهم السلام ، فكان من كان من الأنبياء عليهم السلام هذا سنتهم ، فقد كان لسليمان بن داود عليهما السلام ألف امرأة ، وكان لداود مائة امرأة { وكان أمر الله } أي : قضاء الملك الأعظم في ذلك وغيره { قدراً } وأكده بقوله تعالى : { مقدوراً } أي : لا خلف فيه ولابد من وقوعه في حينه الذي حكم بكونه فيه .