ولما ذكر تعالى إذاقة الإنسان الرحمة وإصابته بعدها السيئة أتبع ذلك بقوله تعالى :
{ لله } أي : الملك الأعظم وحده { ملك السماوات } كلها على علوها وتطابقها وكبرها وعظمها وتباعد أقطارها { والأرض } جميعها على تباينها وتكاثفها واختلاف أقطارها وسكانها واتساعها { يخلق } أي : على سبيل التجدد والاختيار والاستمرار { ما يشاء } وإن كان على غير اختيار العباد لئلا يغتر الإنسان بما ملكه من المال والجاه ، بل إذا علم أن الكل ملك لله وملكه وإنما حصل له ذلك القدر إنعاماً من الله تعالى عليه فيصير ذلك حاملاً له على مزيد الطاعة .
ثم ذكر من أقسام تصرفه تعالى في العالم أنه يخص بعض الناس بالأولاد الإناث والبعض بالذكور والبعض بهما والبعض محروم من الكل كما قال تعالى : { يهب } أي : يخلق { لمن يشاء } أولاداً { إناثاً } فقط ليس معهن ذكر { ويهب لمن يشاء الذكور } فقط ليس معهم أنثى ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو : بتسهيل الهمزة الثانية كالياء وتبدل أيضاً واواً خالصة ، والباقون بتحقيقهما وفي الابتداء الجميع بالتحقيق ، وإذا وقف حمزة وهشام أبدلا الهمزة ألفاً مع المد والتوسط والقصر ولهما أيضاً تسهيلها مع المد والقصر والروم والإشمام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.