السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ذُقۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡكَرِيمُ} (49)

ويقال له توبيخاً وتقريعاً : { ذق } أي : العذاب { إنك } وأكد بقوله : { أنت } أي : وحدك دون هؤلاء الذين يخبرون بحقارتك { العزيز الكريم } بزعمك وقولك : ما بين جبليها أعز وأكرم مني ، وقرأ الكسائي بفتح الهمزة بعد القاف على معنى العلة أي : لأنك ، وقيل : تقديره ذق عذاب الحميم إنك أنت العزيز ، والباقون بالكسر على الاستئناف المفيد للعلة فتتحد القراءتان معنى ، وهذا الكلام الذي على سبيل التهكم أغيظ للمستهزأ به . ومثله قول جرير لشاعر سمى نفسه زهرة اليمن :

ألم يكن في رسوم قد رسمت بها *** من كان موعظة يا زهرة اليمن

وكان هذا الشاعر قد قال :

أبلغ كليباً وأبلغ عنك شاعرها *** أني الأعز وأني زهرة اليمن