السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَوۡ نَشَآءُ لَجَعَلۡنَٰهُ حُطَٰمٗا فَظَلۡتُمۡ تَفَكَّهُونَ} (65)

{ لو نشاء } أي : لو عاملناكم بصفة العظمة { لجعلناه } أي : بتلك العظمة { حطاما } أي : مكسوراً مفتتاً لا حب فيه قبل النبات حتى لا يقبل الخروج أو بعده ببرد مفرط أو حر مهل أو غير ذلك فلا ينتفع به { فظلتم } أي فأقمتم بسبب ذلك نهاراً في وقت الأشغال العظيمة وتركتم ما يهمكم { تفكهون } حذفت منه إحدى التائين في الأصل تخفيفاً أي تتعجبون مما نزل بكم في زرعكم وقيل : تندمون على ما سلف منكم من المعاصي التي أوجبت تلك العقوبة قال الزمخشري : ومنه الحديث : «مثل العالم كمثل الحمة يأتيها البعداء ويتركها القرباء فبينما هم إذ غار ماؤها فانتفع بها قوم وبقي قوم يتفكهون » . أي : يتندمون . وقال الكسائي : التفكة التلهف على ما فات من الأضداد ، تقول العرب : تفكهت أي تنعمت وتفكهت أي حزنت وتقولون : { أنا لمغرمون } .