السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَقَدۡ أَخَذۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ} (130)

{ ولقد أخدنا آل فرعون } أي : فرعون وقومه { بالسنين } أي : بالقحط والجوع سنة بعد سنة فإنّ السنة تطلق بالغلبة على ذلك كما تطلق على العام ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهمّ اجعلها عليهم كسني يوسف ) { ونقص من الثمرات } أي : بالعاهات ، قال قتادة : أمّا السنين فلأهل البوادي وأمّا نقص الثمرات فلأهل الأمصار ، وعن كعب يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة إلا تمرة { لعلهم يذكرون } أي : يتعظون فيؤمنون ويرجعون عما هم عليه من الكفر والمعاصي لأنّ الشدّة ترقق القلوب وترغب فيما عند الله تعالى من الخيرات والدليل على ذلك قوله تعالى : { وإذا مسكم الضرّ في البحر ضلّ من تدعون إلا إياه } ( الإسراء ، 67 ) وقوله تعالى : { وإذا مسه الشرّ فذو دعاء عريض } ( فصلت ، 51 ) وقال سعيد بن جبير : عاش فرعون أربعمائة سنة لم ير مكروهاً في نفسه ثلثمائة وعشرين سنة ولو أصابه في تلك المدّة وجع أو جوع أو حمى لما ادعى الربوبية .