السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجۡنُونٖ} (22)

{ وما صاحبكم } أي : الذي طالت صحبته لكم ، وأنتم تعلمون أنه في غاية الكمال حتى إنه ليس له وصف عندكم إلا الأمين ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم وهذا عطف على أنه إلى آخر المقسم عليه .

وأغرق في النفي فقال تعالى : { بمجنون } أي : كما زعمتم يتهم في قوله : { بل جاء بالحق وصدّق المرسلين } [ الصافات : 37 ] فما القرآن الذي يتلوه عليكم قول مجنون ، ولا قول متوسط في العقل بل قول أعقل العقلاء وأكمل الكمل .

تنبيه : استدلّ بذلك بعضهم على فضل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم حيث عدّ فضائل جبريل عليه السلام واقتصر على نفي الجنون عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو كما قال البيضاوي : ضعيف ؛ إذ المقصود منه نفي قولهم إنما يعلمه بشر ، وقولهم افترى على الله كذباً ، وقولهم أم به جنة لا تعديد فضله والموازنة بينهما .