السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتۡ} (10)

{ وإذا الصحف نشرت } أي : فتحت بعد أن كانت مطوية ، والمراد صحف الأعمال التي كتبت الملائكة فيها أعمال العباد من خير وشر تطوى بالموت ، وتنشر في القيامة ، فيقف كل إنسان على صحيفته فيعلم ما فيها فيقول : { ما لهذا الكتاب لا يغادر صغير ولا كبيرة إلا أحصاها } [ الكهف : 49 ] . وروي عن عمر أنه كان إذا قرأها قال : إليك يساق الأمر يا ابن آدم . وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : «يحشر الناس حفاة عراة » فقالت أمّ سلمة : كيف بالنساء ؟ فقال : «شغل الناس يا أمّ سلمة » . قالت : وما يشغلهم ، قال : «نشر الصحف فيها مثاقيل الذر ، ومثاقيل الخردل » . وقرأ نافع وابن عامر وعاصم بتخفيف الشين والباقون بتشديدها على تكرير النشر للمبالغة في تقريع العاصي وتبشير المطيع وقيل لتكرير ذلك من الإنسان .