السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ} (9)

{ سئلت بأيّ } أي : بسبب أيّ { ذنب } يا أيها الجاهلون { قتلت } أي : استحقت به عندكم القتل ، وهي لم تباشر سوءاً لكونها لم تصل إلى حدّ التكليف .

فإن قيل : ما معنى سؤالها عن ذنبها الذي قتلت به ، وهلا سئل الوائد عن موجب قتله لها ؟ أجيب : بأن سؤالها وجوابها تبكيت لقاتلها نحو التبكيت في قوله تعالى لعيسى عليه السلام : { أأنت قلت للناس اتخذوني وأمّي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق } [ المائدة : 116 ] . وروي أنّ قيس بن عاصم «جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني وأدت ثمان بنات كنّ لي في الجاهلية . فقال صلى الله عليه وسلم أعتق عن كل واحدة منهنّ رقبة . قال : يا رسول الله ، إني صاحب إبل ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم أهد عن كل واحدة منهنّ بدنة إن شئت » . وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : «إنّ المرأة التي تقتل ولدها تأتي يوم القيامة متعلقاً ولدها بيدها ملطخاً بدمائه فيقول : يا رب هذه أمّي وهذه قتلتني » .