السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التكوير مكية ، وهي تسع وعشرون آية ومائة وأربع كلمات وأربعمائة وأربعة وثلاثون حرفاً

{ بسم الله } الذي أحاط علمه بالكائنات { الرحمن } الذي عمّ وجوده سائر البريات { الرحيم } الذي خص حزبه بنعيم الجنات .

واختلف في معنى قوله تعالى : { إذا الشمس } أي : التي هي أعظم آيات السماء الظاهرة وأوضحها للحس { كوّرت } فقال ابن عباس : أظلمت . وقال قتادة : ذهب ضوءها . وقال سعيد بن جبير : غوّرت . وقال مجاهد : اضمحلت . وقال الزجاج : لفت كما تلف العمامة ، يقال : كرت العمامة على رأسي أكوّرها كوراً ، وكورتها تكويراً إذا لففتها ، وأصل التكوير جمع بعض الشيء إلى بعض ، فمعناه أنّ الشمس يجمع بعضها إلى بعض ، ثم تلف ، فإذا فعل بها ذلك ذهب ضوءها . قال ابن عباس : يكوّر الله تعالى الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر ، ثم يبعث عليها ريحاً دبوراً فتضرمها فتصير ناراً . وعن أبي هريرة أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «الشمس والقمر يكوّران يوم القيامة » .

تنبيه : ارتفاع الشمس على الفاعلية ورافعها فعل مضمر يفسره كوّرت ؛ لأن إذا تطلب الفعل لما فيها من معنى الشرط .