السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} (8)

{ في أيّ صورة } أي : من الصور التي تعرفها والتي لا تعرفها من الدواب والطيور وغير ذلك من الحيوان وغيره ، وما في قوله تعالى : { ما شاء } مزيدة ، وفي أيّ متعلق بركب في قوله تعالى { ركبك } أي : ركبك في أي صورة اقتضتها مشيئته وحكمته من الصور المختلفة في الحسن والقبح والطول والقصر والذكورة والأنوثة ، والشبه ببعض الأقارب وخلاف الشبه . فإن قيل : هلا عطفت هذه الجملة كما عطف ما قبلها ؟ أجيب : بأنها بيان لعدلك ويجوز أن تتعلق بمحذوف ، أي : ركبك حاصلاً في بعض الصور ، ومحله النصب على الحال إن علق بمحذوف ، ويجوز أن يتعلق بعدلك ويكون في أي معنى التعجب ، أي : فعدلك في صورة عجيبة : ثم قال : { ما شاء ركبك } من التراكيب يعني : تركيباً حسناً .