إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمۡ جَزَآءٗ مَّوۡفُورٗا} (63)

{ قَالَ اذهب } أي امضِ لشأنك الذي اخترتَه وهو طردٌ له وتخليةٌ بينه وبين ما سوّلت له نفسه { فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ } أي جزاؤُك وجزاؤهم فغُلّب المخاطَبُ على الغائب رعايةً لحق المتبوعية { جَزَاء مَّوفُورًا } أي جزاءً مكملاً من قولهم : فِرْ لصاحبك عِرضَه فِرَةً ، أي وفّر ، وهو نصب على أنه مصدرٌ مؤكّدٌ لما في قوله : { جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ } من معنى تجازون أو الفعلِ المقدّر أو حالٌ موطئةٌ لقوله موفوراً .