إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ فَلَمَّا نَجَّىٰكُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ أَعۡرَضۡتُمۡۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ كَفُورًا} (67)

{ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضر في البحر } خوفَ الغرقِ فيه { ضَلَّ مَن تَدْعُونَ } أي ذهب عن خواطركم ما كنتم تدعون من دون الله من الملائكة أو المسيحِ أو غيرهم { إِلاَّ إِيَّاهُ } وحده من غير أن يخطُر ببالكم أحدٌ منهم وتدعوه لكشفه استقلالاً أو اشتراكاً ، أو ضل كلُّ مَنْ تدعونه عن إغاثتكم وإنقاذِكم ولم يقدِر على ذلك إلا الله ، على الاستثناء المنقطع { فَلَمَّا نجاكم } من الغرق وأوصلكم { إِلَى البر أَعْرَضْتُمْ } عن التوحيد أو اتسعتم في كُفران النعمة { وَكَانَ الإنسان كَفُورًا } تعليلٌ لما سبق من الإعراض .