إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (14)

{ وَجَحَدُواْ بِهَا } أي كذَّبوا بها { واستيقنتها أَنفُسُهُمْ } الواو للحالِ أي وقد استيقنتها أي علمتها أنفسُهم علماً يقينياً { ظُلْماً } أي للآياتِ كقوله تعالى : { بِمَا كَانُواْ بآياتنا يَظْلِمُونَ } [ سورة الأعراف ، الآية9 ] ولقد ظلُموا بها أيَّ ظلم حيث حطُّوها عن رتُبتها العاليةِ وسمَّوها سحراً وقيل ظُلماً لأنفسِهم وليس بذاك { وَعُلُوّاً } أي استكباراً عن الإيمان بها كقوله تعالى : { والذين كَذَّبُواْ بآياتنا واستكبروا عَنْهَا } [ سورة الأعراف ، الآية36 ] وانتصابهُما إما على العلَّةِ من جحدُوا بها أي على الحاليةِ من فاعله أي جحدُوا بها ظالمين لها مستكبرين عنها { فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة المفسدين } من الإغراقِ على الوجهِ الهائل الذي هو عبرةٌ للعالمين ، وإنَّما لم يذكر تنبيهاً على أنَّه عرضة لكلِّ ناظرٍ مشهور فيها بين كل بادٍ وحاضرٍ .