إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَـَٔاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا وَحُسۡنَ ثَوَابِ ٱلۡأٓخِرَةِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (148)

{ فآتاهم الله } بسبب دعائِهم ذلك { ثَوَابَ الدنيا } أي النصرَ والغنيمةَ والعزَّ والذكرَ الجميلَ { وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخرة } الحسنُ وهو الجنةُ والنعيمُ المخلّدُ ، وتخصيصُ وصفِ الحسن به للإيذان بفضله ومزيتِه وأنه المعتدُّ به عنده تعالى { والله يُحِبُّ المحسنين } تذييلٌ مقرِّرٌ لمضمون ما قبله ، فإن محبةَ الله تعالى للعبد عبارةٌ عن رضاه عنه وإرادةِ الخيرِ به ، فهي مبدأٌ لكل سعادة ، واللامُ إما للعهد ، وإنما وُضع المُظهرُ موضِعَ ضميرِ المعهودين للإشعار بأن ما حُكيَ عنهم من الأفعال والأقوالِ من باب الإحسانِ ، وإما للجنس وهم داخلون فيه دخولاً أولياً وهذا أنسبُ بمقام ترغيبِ المؤمنين في تحصيل ما حُكي عنهم من المناقب الجليلة .