الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَـَٔاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا وَحُسۡنَ ثَوَابِ ٱلۡأٓخِرَةِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (148)

{ فآتاهم الله ثَوَابَ الدنيا } ، بأن أظهرهم على عدُوِّهم ، { وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخرة } الجَنَّة بلا خلاف .

قال الفَخْر : ولا شَكَّ أنَّ ثوابَ الآخِرَةِ هي الجَنَّة ، وذلك غَيْرُ حاصلٍ في الحالِ ، فيكون المرادُ أنَّه سبحانه ، لَمَّا حكم لهم بحصولها في الآخرة ، قام حُكْمُهُ لهُمْ بذلك مَقَامَ الحُصُول في الحالِ ، ومَحْمَلُ قوله : { آتاهم } أنه سيؤتيهم .

وقيل : ولا يمتنع أنْ تكون هذه الآية خاصَّةً بالشهداء ، وأنه تعالى في حال نزول هذه الآية ، كان قد آتاهم حُسْنَ ثواب الآخرة ، انتهى .