إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةً إِن يُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَٰنُ بِضُرّٖ لَّا تُغۡنِ عَنِّي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَا يُنقِذُونِ} (23)

{ أَأتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً } إنكارٌ ونفيٌ لاتِّخاذِ الآلهة على الإطلاقِ . وقوله : { إِن يُرِدْنِ الرحمن بِضُرّ لاَّ تُغْنِ عَنّي شفاعتهم شَيْئاً } أي لا تنفعني شيئاً من النَّفعِ . { وَلاَ يُنقِذُونَ } من ذلك الضُّرِّ بالنُّصرةِ والمظاهرةِ ، استئنافٌ سبقَ لتعليلٍ النَّفي المذكور . وجعلُه صفةً لآلهةً كما ذهب إليه بعضُهم رُبَّما يُوهم أنَّ هناك آلهةً ليستْ كذلكَ . وقرئ إنْ يَردن بفتح الياءِ على معنى إنْ يُوردني ضراً أي يجعلنِي مورداً للضُّرِّ