إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمَالِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (22)

{ وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الذي فَطَرَنِي } تلطُّفٌ في الإرشادِ بإيراده في معرض المُناصحةِ لنفسِه وإمحاض النُّصحِ حيثُ أراهم أنَّه اختارَ لهم ما يختارُ لنفسه . والمرادُ تقريعُهم على ترك عبادةِ خالقِهم إلى عبادةِ غيرِه كما يُنبئ عنه قوله : { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } مبالغةً في التَّهديدِ ثمَّ عاد إلى المساقِ الأوَّلِ فقال : { أَأتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً }