إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ تَأۡخُذُهُمۡ وَهُمۡ يَخِصِّمُونَ} (49)

{ مَا يَنظُرُونَ } جوابٌ من جهته تعالى أي ما ينتظرونَ { إِلاَّ صَيْحَةً واحدة } هي النَّفخةُ الأولى { تَأُخُذُهُمْ } مفاجأةً { وَهُمْ يَخِصّمُونَ } أي يتخاصمُون في متاجرِهم ومعاملاتِهم لا يخطر ببالِهم شيءٌ من مخايلها كقولِه تعالى : { فَأَخَذَتْهُمُ الصاعقة بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ سورة البقرة ، الآية 55 ] فلا يغترُّوا بعدم ظهور علائِمها ولا يزعمُوا أنَّها لا تأتيهم . وأصلُ يخصِّمون يَخْتَصِمُون فُسكِّنت التَّاءُ وأُدغمتْ في الصَّادِ ثمَّ كُسرتْ الخاء لالتقاءِ السَّاكنينِ . وقرئ بكسر الياءِ للاتباعِ ، وبفتح الخاءِ على إلقاءِ حركةِ التَّاءِ عليه . وقرئ على الاختلاسِ ، وبالإسكانِ على تجويزِ الجمعِ بين السَّاكنينِ إذا كان الثَّاني مُدغَماً وإنْ لم يكُن الأوَّلُ حرفَ مدَ . وقرئ يَخْصِمُون من خَصَمَه إذا جَادَله .