إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱلصَّـٰٓفَّـٰتِ صَفّٗا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الصافات مكية وآياتها مائة وإحدى أو اثنتان وثمانون آية

{ والصافات صَفَّا } إقسامٌ من اللَّهِ عزَّ وجلَّ بطوائِفَ الملائكةِ الفاعلاتِ للصُّفوفِ على أنَّ المرادَ إيقاعُ نفسِ الفعلِ من غيرِ قصدٍ إلى المفعولِ أو الصَّافَّاتُ أنفسُها أي النَّاظمات أنفسَها أي النَّاظمات لها في سلك الصُّفوفِ بقيامها في مقاماتِها المعلومةِ حسبما ينطقُ به قولُه تعالى : { وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ معْلُومٌ } [ سورة الصافات ، الآية164 ] وعلى هذينِ المعنيينِ مدارُ قوله تعالى : { وَإِنَّا لَنَحْنُ الصافون } [ سورة الصافات ، الآية165 ] وقيل الصَّافاتُ أقدامها في الصَّلاةِ وقيل أجنحتها في الهواءِ