{ قُل لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأعراب } كررَ ذكرَهُم بهذا العنوانِ مبالغةً في ذمِّهم { سَتُدْعَوْنَ إلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } هم بنُو حنيفةَ قومُ مسيلمةَ الكذابِ ، أو غيرُهم ممن ارتدُّوا بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، أو المشركونَ لقولِه تعالى { تقاتلونهم أَوْ يُسْلِمُونَ } أي يكونُ أحدُ الأمرينِ إما المقاتلةُ أبداً أو الإسلامُ لا غيرُ ، كما يفصحُ عنه قراءةُ أو يسلمُوا . وأما من عداهُم فينتهي قتالَهم بالجزيةِ كما ينتهِي بالإسلامِ . وفيه دليلٌ على إمامةِ أبي بكر رضيَ الله عنه إذا لم تتفقْ هذه الدعوةُ لغيرِه إلا إذا صحَّ أنهم ثقيفٌ وهوزانُ فإنَّ ذلك كان في عهدِ النبوةِ فيخصَّ دوامُ نفي الاتباعِ بَما في غزوةِ خيبرَ كما قالَهُ محي السنةِ وقيلَ هم فارسُ والرومُ ومعنى يُسلمون ينقادونَ فإنَّ الرومَ نَصَارى وفارسَ مجوسٌ يُقبل منهم الجزيةُ . { فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ الله أَجْراً حَسَناً } هو الغنيمةُ في الدنيا والجنةُ في الآخرةِ { وَإِن تَتَوَلَّوا } عن الدعوةِ { كَمَا تَوَلَّيْتُمْ من قَبْلُ } في الحديبيةِ { يُعَذّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } لتضاعفِ جُرمكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.