إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱسۡتَمِعۡ يَوۡمَ يُنَادِ ٱلۡمُنَادِ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (41)

{ واستمع } أيْ لما يُوحَى إليكَ من أحوالِ القيامةِ ، وفيهِ تهويلٌ وتفظيعٌ للمخَبرِ بهِ { يَوْمٍ يُنَادِي المنادي } أيْ إسرافيلُ أوْ جبريلُ عليهَما السلامُ فيقولُ أيتَها العظامُ الباليةُ واللحومُ المتمزقةُ والشعورُ المتفرقةُ إنَّ الله يأمركُنَّ أنْ تجتمعنَ لفصلِ القضاءِ وقيلَ : إسرافيلُ ينفخُ وجبريلْ يُنادِي بالحشرِ { مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ } بحيث يصلُ نداؤُه إِلى الكُلِّ عَلى سواءٍ وقيلَ : من صخرةِ بيتِ المقدسِ وقيلَ : من تحتِ أقدامِهم وقيلَ من منابتِ شعورِهم يُسمَعُ منْ كُلِّ شعرةٍ ولعلَّ ذلكَ في الإعادةِ مثلُ كُنْ في البدءِ .