فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱسۡتَمِعۡ يَوۡمَ يُنَادِ ٱلۡمُنَادِ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (41)

{ واستمع } ما يوحي إليك من أحوال القيامة ، وفي ذلك تهويل وتعظيم لشأن المخبر به ، وقيل : الاستماع بمعنى الانتظار وهو بعيد ، وقيل استمع النداء والصوت أو الصيحة ، قاله ابن عباس { يوم يناد المناد } هو إسرافيل أو جبرائيل يقف على صخرة بيت المقدس فينادي بالحشر ، وهي صيحة القيامة ، أعني النفخة الثانية في الصور من إسرافيل ، وقيل إسرافيل ينفخ وجبريل ينادي أهل المحشر ويقول هلموا للحساب ، فالنداء على هذا في المحشر ، قال الشهاب : وهو الأصح ، كما دلت عليه الآثار .

قال مقاتل : هو إسرافيل ينادي في المحشر فيقول : يا أيها الناس هلموا للحساب ، وقيل ينادي أيتها العظام البالية ، والأوصال المتقطعة ، واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة ، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء .

{ من مكان قريب } من السماء حيث يصل النداء إلى كل فرد من أفراد المحشر ، قال قتادة : كنا نتحدث أنه ينادي من صخرة بين المقدس ، وبه قال ابن عباس ، قال الكلبي : وهي أقرب موضع من الأرض إلى السماء بإثني عشر ميلا ، وهي وسط الأرض ، وقال {[1536]} كعب بثمانية عشر ميلا


[1536]:كلا، لا صحة لكلام كعب ولا صحابه الكلبي فإن المسافة بين أعلى بقعة في الأرض وأقرب كوكب في سماء الدنيا مئات الألوف من الأميال.