الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَٱسۡتَمِعۡ يَوۡمَ يُنَادِ ٱلۡمُنَادِ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (41)

قوله : { وَاسْتَمِعْ } : هو استماعٌ على بابِه . وقيل : بمعنى الانتظارِ ، وهو بعيدٌ . فعلى الأولِ يجوزُ أَنْ يكونَ المفعولُ محذوفاً أي : استمعْ نداءَ المنادي أو نداءَ الكافر بالويلِ والثُّبور ، فعلى هذا يكون " يومَ ينادي " ظرفاً ل " استمتعْ " أي : استمعْ ذلك في يوم .

وقيل : استمعْ ما أقولُ لك . فعلى هذا يكون " يومَ يُنادي " . منصوباً ب " يَخْرجون " مقدَّراً مدلولاً عليه بقوله :

{ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ } [ ق : 42 ] ، وعلى الثاني يكون " يومَ ينادي " مفعولاً به أي : انتظرْ ذلك اليومَ .

ووقف ابن كثير على " يُنادي " بالياء ، والباقون دونَها . ووجهُ إثباتِها أنه لا مُقْتضٍ لحذفِها ، ووجهُ حَذْفِها وَقْفاً اتِّباعُ الرسمِ ، وكان الوقفُ مَحَلَّ تخفيفٍ . وأمَّا " المنادي " فأثبتَ ابنُ كثير أيضاً ياءَه وصلاً ووقفاً ، ونافع وأبو عمروٍ بإثباتِها وصلاً وحَذْفِها وقفاً ، وباقي السبعةِ بحَذْفِها وَصْلاً ووقفاً . فمَنْ أثبت فلأنَّه الأصلُ ، ومَنْ حَذَفَ فلاتِّباع الرسمِ ، ومَنْ خَصَّ الوقفَ بالحذفِ فلأنَّه مَحَلُّ راحةٍ ومَحَلُّ تغييرٍ .