غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱسۡتَمِعۡ يَوۡمَ يُنَادِ ٱلۡمُنَادِ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (41)

1

ثم بين غاية التسبيح بقوله { واستمع } يعني اشتغل بتنزيه الله وانتظر المنادي كقوله { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } [ الحجر : 99 ] ومفعول { استمع } متروك أي كن مستمعاً لما أخبرك به من أهوال القيامة ولا تكن مثل هؤلاء المعرضين . قال جار الله : وفي ترك المفعول وتقديم الأمر بالاستماع تعظيم لشأن المخبر به والمحدّث عنه كما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة أيام لمعاذ بن جبل : يا معاذ اسمع ما أقول لك ثم حدثه بعد ذلك . وانتصب { يوم ينادي } بما دل عليه ذلك يوم الخروج أي يوم ينادي المنادي يخرجون من القبور . والمنادي قيل الله كقوله { ويوم يناديهم فيقول أين شركائي } [ القصص : 32 ] { أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم } [ الصافات : 22 ] والأظهر أنه إسرافيل صاحب الصيحة ينفخ في الصور فينادي أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء . وقيل : إسرافيل ينفخ وجبرائيل ينادي بالحشر . والمكان القريب صخرة بيت المقدس . يقال إنها أقرب إلى السماء باثني عشر ميلاً . وقيل : من تحت أقدامهم . وقيل : من منابت شعورهم يسمع من كل شعرة أيتها العظام البالية وهذا يؤيد القول بأن المنادي هو الله لقوله { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } .

/خ45