إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ فُرُشِۭ بَطَآئِنُهَا مِنۡ إِسۡتَبۡرَقٖۚ وَجَنَى ٱلۡجَنَّتَيۡنِ دَانٖ} (54)

وقولُه تعالَى : { مُتَّكِئِينَ } حالٌ من الخائفينَ لأنَّ منْ خافَ في مَعْنى الجمعِ ، أو نصبٌ على المدحِ { عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } من ديباجٍ ثخينٍ ، وحيثُ كانتْ بطائنُها كذلكَ فما ظنُّكَ بظهائرِها ، وقيل : ظهائرُها من سندسٍ وقيل : من نورٍ { وَجَنَى الجنتين دَانٍ } أيْ مَا يُجتنَى من أشجارِها من الثمارِ قريبٌ ينالُه القائمُ والقاعدُ والمضطجعُ . قالَ ابنُ عبَّاسٍ رضيَ الله عنُهمَا : تدنُو الشجرةُ حتى يجتنيَها وليُّ الله إنْ شاءَ قائماً وإنْ شاءَ قاعداً وإن شاءَ مُضطجعاً . وقُرِئَ جِنَى بكسرِ الجيمِ . { فَبِأَيّ آلاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } .