وقولُهُ تعالَى : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ } إمَّا معطوفٌ على إذ الأُولى معمولٌ لعاملِهَا ، وإما معمولٌ لمضمرٍ معطوفٍ على عاملِها ، { يا بَنِي إسرائيل } ناداهُم بذلكَ استمالةً لقلوبِهِم إلى تصديقه في قولِهِ تعالى : { إِنّي رَسُولُ الله إِلَيْكُم مصَدّقاً لمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التوراة } فإنَّ تصديقَهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ إيِّاها من أَقْوى الدَّواعِي إلى تصديقِهِم إيَّاه . وقولُهُ تعالَى : { وَمُبَشراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي } معطوفٌ على مصدقاً أي داعٍ إلى تصديقِه عليهِ الصلاةُ والسلامُ مثلَه من حيثُ إن البشارةَ بهِ واقعةٌ في التوراةِ والعاملُ فيهما ما في الرسولِ من مَعْنَى الإرسالِ لا الجارُّ فإنَّه صلةٌ للرسولِ والصلاتُ بمعزلٍ من تضمنِ معنى الفعلِ وعليهِ يدورُ العملُ أي أرسلتُ إليكم حالَ كونِي مصدقاً لما تقدمنِي من التوراةِ ومبشراً بمنْ يأتي من بعدِي من رسولٍ { اسمه أَحْمَدُ } أي محمدٌ صلى الله عليه وسلم ، يريدُ أنَّ دينيَ التصديقُ بكتبِ الله وأنبيائِهِ جميعاً ممن تقدمَ وتأخَّر . وقُرِئَ منْ بعديَ بفتحِ الياءِ ، { فَلَمَّا جَاءهُم بالبينات } أي بالمعجزاتِ الظاهرةِ ، { قَالُوا هذا سِحْرٌ مُّبِينٌ } مشيرينَ إلى ما جاءَ به أو إليهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ وتسميتُه سحراً للمبالغةِ ويؤيدُه قراءةُ منْ قرأَ هَذا ساحرٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.