{ ذلك } أي ما ذُكِرَ من العذابِ الذي ذاقُوه في الدُّنيا وما سيذوقونَهُ في الآخرةِ { بِأَنَّهُ } بسببِ أن الشأنَ { كَانَت تأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بالبينات } أي بالمعجزاتِ الظاهرةِ { فَقَالُوا } عطفٌ على كانتْ { أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } أي قالَ كلُّ قومٍ من المذكورينَ في حقِّ رسولِهِم الذي أتاهُم بالمعجزاتِ منكرينَ لكونِ الرسولِ من جنسِ البشرِ متعجبينَ من ذلكَ أبشرٌ يهدينَا كما قالتْ ثمودُ { أَبَشَراً منَّا واحدا نتَّبِعُهُ } [ سورة القمر ، الآية 24 ] وقد أُجملَ في الحكايةِ فأُسنِدَ القولُ إلى جميعِ الأقوامِ وأُريدَ بالبشرِ الجنسُ فوصفَ بالجمعِ كما أُجملَ الخطابُ والأمرُ في قولِهِ تعالَى : { يا أيها الرسل كُلُوا مِنَ الطيبات واعملوا صالحا } [ سورة المؤمنون ، الآية 51 ] { فَكَفَرُوا } أي بالرسلِ { وَتَوَلَّوا } عن التدبرِ فيما أتَوا بهِ من البيناتِ وعن الإيمانِ بهم { واستغنى الله } أي أظهرَ استغناءَهُ عن إيمانِهِم وطاعَتِهِم حيثُ أهلكهُم وقطعَ دابرَهُم ، ولولا غناهُ تعالَى عنهُما لما فعلَ ذلكَ { والله غَنِيٌّ } عنِ العالمينَ فضلاً عن إيمانِهِم وطاعَتِهِم { حَمِيدٌ } يحمَدُهُ كلُّ مخلوقٍ بلسانِ الحالِ ، أو مستحقٌ للحمدِ بذاتِهِ وإنْ لم يحمَدهُ حامدٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.