إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ عَتَتۡ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِۦ فَحَاسَبۡنَٰهَا حِسَابٗا شَدِيدٗا وَعَذَّبۡنَٰهَا عَذَابٗا نُّكۡرٗا} (8)

{ وَكَأَين من قَرْيَةٍ } أي كثيرٌ من أهلِ قريةٍ { عَتَتْ } أي أعرضتْ { عَنْ أَمْرِ رَبّهَا وَرُسُلِهِ } بالعُتوِّ والتمردِ والعنادِ { فحاسبناها حِسَاباً شَدِيداً } بالاستقصاءِ والتنفيرِ والمناقشةِ في كلِّ نقيرٍ وقِطْميرٍ { وعذبناها عَذَاباً نُكْراً } أي مُنكراً عظيماً . وقُرِئَ نكراً ، والمرادُ حسابُ الآخرةِ وعذابُها ، والتعبيرُ عنهما بلفظِ الماضِي للدلالةِ على تحققِهِما كما في قولِه تعالَى : { وَنَادَى أصحاب الجنة }[ سورة الأعراف ، الآية 44 ] .