إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ} (13)

{ عُتُلٍ } جافٍ غليظٍ من عتلَهُ إذَا قادَهُ بعنفٍ وغلظةٍ { بَعْدَ ذَلِكَ } بعدَ ما عُدَّ من مثالبهِ { زَنِيمٍ } دَعيَ مأخوذٌ من الزَّنمَةِ وهي الهَنةُ من جلدِ الماعزِ تُقطعُ فتخلَّى متدليةً في حَلقِهَا ، وفي قولِه تعالَى بعد ذلكَ دلالةٌ على أنَّ دعوتَهُ أشدُّ معايبِهِ وأقبحُ قبائِحِه ، قيلَ هُو الوليدُ بنُ المغيرةِ فإنَّهُ كانَ دَعِيَّاً في قريشٍ وليسَ من سِنْخِهِم{[795]} ادعاهُ المغيرةُ بعد ثمانِي عشرةَ من مولِدِه وقيلَ هو الأخنسُ بنُ شُريقٍ أصلُه من ثقيفٍ وعدادُه في زُهرةَ .


[795]:سنخ: الأصل من كل شيء والجمع أسناخ وسنوخ وسنخ كل شيء أصله.