والفاءُ في قولِه تعالَى : { فَلَمَّا رَأَوْهُ } فصيحةٌ معربةٌ عن تقديرِ جملتينِ ، وترتيبِ الشرطيةِ عليهِمَا ، كأنَّه قيلَ وقد أتاهُم الموعودُ فرأَوهُ فلمَّا رَأَوهُ إلى آخره ، كما مرَّ تحقيقُهُ في قولِهِ تعالَى : { فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ } [ سورة النمل ، الآية 40 ] إلاَّ أنَّ المقدرَ هُناكَ أمرٌ واقعٌ مرتبٌ على ما قبلَهُ بالفاءِ ، وهَهُنَا أمرٌ منزلٌ منزلةَ الواقعِ واردٌ على طريقةِ الاستئنافِ . وقولُهُ تعالَى : { زُلْفَةً } حالٌ من مفعولِ رَأَوْا ، إمَّا بتقديرِ المضافِ أيْ ذَا زُلفةٍ وقربٍ ، أو على أنَّه مصدرٌ بمَعْنَى الفاعلِ أي مُزدَلِفاً ، أو على أنَّه مصدرٌ نُعتَ بهِ مبالغةً ، أو ظرفٌ أيْ رَأَوهُ في مكانٍ ذِي زُلفةٍ { سِيئَتْ وُجُوهُ الذين كَفَرُوا } بأنْ غشِيَتْهَا الكآبةُ ورهَقَهَا القَترُ والذلةُ ، ووضعُ الموصولِ موضعَ ضميرِهِم لذمِّهِم بالكُفرِ وتعليلِ المساءةِ بهِ { وَقِيلَ } توبيخاً لهم وتشديداً لعذابِهِم { هذا الذي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } أي تطلبُونَهُ في الدُّنيا وتستعجلونَهُ إنكاراً واستهزاءً ، على أنَّه تفتعلونَ من الدعاءِ ، وقيلَ هو من الدَّعْوَى أي تدَّعُونَ أنْ لا بعثَ ولا حشرَ . وقُرِئَ تَدْعُون ، هَذا وقَدْ رُوِيَ عن مجاهدٍ أن الموعودَ عذابُ يومِ بدرٍ . وهُو بعيدٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.