إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرۡعَوۡنَ قَالُوٓاْ إِنَّ لَنَا لَأَجۡرًا إِن كُنَّا نَحۡنُ ٱلۡغَٰلِبِينَ} (113)

{ وَجَاء السحرة فِرْعَوْنَ } بعد ما أرسل إليهم الحاشرين وإنما لم يصرَّح به حسبما في قوله تعالى : { فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ في المدائن حاشرين } للإيذان بمسارعة فرعونَ إلى الإرسال ومبادرةِ الحاشرين والسحرة إلى الامتثال .

{ قَالُواْ } استئنافٌ منوطٌ بسؤال نشأ من مجيء السحرةِ كأنه قيل : فماذا قالوا له عند مجيئِهم إياه ؟ فقيل : قالوا مدْلين بما عندهم واثقين بغلبتهم : { إِنَّ لَنَا لأجرا إِن كُنَّا نَحْنُ الغالبين } بطريق الإخبارِ بثبوت الأجرِ وإيجابِه كأنهم قالوا : لا بد لنا من أجر عظيم حينئذ ، أو بطريق الاستفهامِ التقريري بحذف الهمزة وقرىء بإثباتها ، وقولُهم : ( إن كنا ) لمجرد تعيينِ مناطِ ثبوتِ الأجرِ لا لترددهم في الغلبة ، وتوسيطُ الضميرِ وتحليةُ الخبر باللام للقصر أي إن كنا نحن الغالبين لا موسى .