فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرۡعَوۡنَ قَالُوٓاْ إِنَّ لَنَا لَأَجۡرًا إِن كُنَّا نَحۡنُ ٱلۡغَٰلِبِينَ} (113)

{ وجاء السحرة فرعون } قد اختلف كلمة السلف في عددهم فقال ابن عباس : كانوا سبعين رجلا أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء ، وقيل كانوا اثنين وسبعين اثنان من القبط وسبعون من بني إسرائيل قاله مقاتل ، وقال الكلبي : كان الذين يعلمونهم رجلين مجوسيين من أهل نينوى ، وقال كعب الأحبار : كانوا اثني عشر ألفا ، وقيل خمسة عشر ألفا ، قاله ابن إسحق وقيل سبعة عشر ألفا وقيل تسعة عشر ألفا وقيل ثلاثين ألفا وقيل سبعين ألفا ، قاله عكرمة وقيل ثمانين ألفا ، قاله محمد بن المنكدر وقيل ثلاثمائة ألف وقيل تسعمائة ألف . {[774]}

{ قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين } الأجر الجائزة والعطاء والجعل ، الزموا فرعون أن يجعل لهم جعلا إن غلبوا موسى بسحرهم وقرئ { أئن لنا } على الاستفهام للتقرير أي استفهموا فرعون عن الجعل الذي سيجعله لهم على الغلبة وعلى القراءة الأولى كأنهم قاطعون بالجعل وأنه لا بد لهم منه .


[774]:اختلفوا في عدد السحرة على ثلاثة عشر قولا: أحدها: اثنان وسبعون، رواه أبو صالح عن ابن عباس. والثاني؛ اثنان وسبعون ألفا، روي عن ابن عباس أيضا، وبه قال مقاتل. والثالث: سبعون، روي عن ابن عباس أيضا. والرابع: اثنا عشر ألفا، قاله كعب. والخامس: سبعون ألفا، قاله عطاء، وكذلك قال وهب ففي رواية، إلا أنه قال: فاختار منهم سبعة آلاف. والسادس: سبعمائة. وروي عبد المنعم بن إدريس عن أبيه وعن وهب أنه قال: كان عدد السحرة الذين عارضوا موسى سبعين ألفا من سبعمائة ألف، ثم إن فرعون اختار من السبعين ألف سبعمائة.