الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّ فَضۡلَهُۥ كَانَ عَلَيۡكَ كَبِيرٗا} (87)

{ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } يعني لكن لايشاء ربك رحمة من ذلك ، { إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً } .

هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وهو معصوب الرأس من وجع فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : " أيها الناس ما هذه الكتب التي يكتبون الكتاب غير كتاب الله يوشك أن يغضب الله لكتابه فلا يدع ورقاً إلاّ قليلاً إلاّ أخذ منه " .

قالوا : يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ ؟ قال : " من أراد الله به خيراً أبقى في قلبه لا إله إلاّ الله " " .

وروى شداد بن معقل عن عبد الله بن مسعود قال : إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون الصلاة والمصلين قوم لا دين لهم ، وإن هذا القرآن تصبحون يوماً وما معكم منه شيء ، فقال رجل : كيف يكون ذلك يا أبا عبد الرحمن وقد أثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا نعلمه أبناءنا ويعلمه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة .

قال : يسري به في ليلة فيذهب بما في المصاحب ما في القلوب [ فتصبح الناس كالبهائم ] ثمّ قرأ عبد الله { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } الآية .

وروى موسى بن عبيدة عن صفوان بن سليم عن ناجية بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن عبد الله قال : إكثروا الطواف بالبيت قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه وأكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع ؟ قالوا : هذه المصاحف يرفع فكيف بما في صدور الرجال .

قال : يسري عليه ليلاً يصبحون منه فقراء [ وينسون ] قول لا إله إلاّ الله فيتبعون في قول أهل الجاهلية وإشعارهم فذلك حين يقع عليهم القول .

وعن عبد الله بن عمرو قال : لا يقوم الساعة حتّى يرفع القرآن من حيث نزل له دوي كدوي النحل فيقول الله تعالى : ما بالك ، فيقول : منك خرجت وإليك أعود اُتلى ولا يعمل فيَّ .