الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّ فَضۡلَهُۥ كَانَ عَلَيۡكَ كَبِيرٗا} (87)

رحمة من ربك وتفضلا منه .

{ [ إن فضله{[41823]} ] كان عليك كبيرا } [ 87 ] باصطفائه{[41824]} إياك لرسالته{[41825]} ووحي كتابه وغير ذلك من نعمه{[41826]} .

وقال ابن مسعود : أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما يبقى منه الصلاة .

وإن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن يرفع . قالوا كيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا ، وأثبتناه في مصاحفنا ؟ قال يسرى عليه ليلة ويذهب بما في قلوبكم وبما في مصاحفكم{[41827]} ثم قرأ الآية{[41828]} .

ومعنى : { به علينا وكيلا } ب86 ] أي : لا تجد من يمنعك من ذلك ولا من يتوكل [ لك{[41829]} ] برد{[41830]} شيء منه . وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به أمته .


[41823]:ساقط من ق.
[41824]:ط: "باصطفافه".
[41825]:ق: "لرسولته".
[41826]:ط: "نعمة" وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/185.
[41827]:ط: "بما في مصاحفكم وبما في قلوبكم" تقديم وتأخير.
[41828]:انظر قوله: في جامع البيان 15/158، والجامع 10/211، والدر 5/334.
[41829]:ساقط من ق.
[41830]:ط: "يرد".